البيت : واختصاصهنّ بالآية ؛ إذ لا شيء أقوى من إقرار المرء على نفسـه ..
فثبت أنّ الآية نازلة في أهل البيت : دون غيرهم.
وأمّا وجه دلالتها على أنّ إجماعهم حجّة ، فهو : إنّ الله تعالى أخبر بإرادته إذهاب الرجس عنهم ، والرجس ها هنا هو : رجس الذنوب ؛ وذلك معنى العصمة بشهادة الله تعالى وشهادة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ..
وما أراده سبحانه من فعل نفسه فإنّه يقع لا محالة ؛ لأنّ إرادة العزم عليه تعالى محال ..
فمن قال بأنّ : إرادتـه فعلـه. فلا شكّ أنّه ما أراد إلاّ ما فعل ، ومن قال : إرادتـه إرادة قصـد. فلا بُدّ أن يفعل ما قصـده ، وإلاّ كانت إرادته عزماً لا قصداً ، وذلك لا يجوز عليه تعالى.
وفي ذلك كون : إجماعهم حجّة واجبة الاتّباع.
وأمّا دلالة السُـنّة الشريفة :
فمنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» (١).
____________
(١) إنّ حديث الثقلين مروي بطرق مختلفة وأسانيد معتبرة حتّى بلغ درجة التواتر ، بل هو من أشهر المتواترات.
ويعدّ من الأدلّة القوية والحجج الجلية على خلافة وإمامة عليّ عليه السلام من بعد النبيّ صلى الله عليه وآله بلا فصل.