ونحن نتكلّم في صحّة هذا الحديث ، ثمّ نذكر وجه دلالته ..
أمّا صحّـته :
فاعلم أنّ هذا الحديث متّفق عليه بين جماعة الأُمّة إلى أن ينتهي إلى الصدر الأوّل ، ورواه من الصحابة من يحصل بخبره العلم ؛ فقد رواه : أمير المؤمنين عليه السلام ، وابن عبّـاس ، وزيد بن أرقم ، وزيد بن ثابت ، وأبو سعيد
____________
ثمّ يقول ابن حجر : ثمّ أحقّ منْ يُتمسّك به منهم إمامهم وعالمهم عليّ بن أبيطالب كرّم الله وجهه ؛ لِما قدّمناه من مزيد علمه ، ودقائق مستنبطاته ، ومن ثمّ قال أبو بكر : عليّ عترة رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. أي : الّذين حثّ على التمسّك بهم. فخصّـه ؛ لِما قلنا ، وكذلك خصّـه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بما مرّ يوم غدير خمّ. انتهى كلام ابن حجر.
فإذاً مهما أراد هؤلاء من محاولات التأويل والتحريف لهذا الحديث أو لغيره لم يفلحوا ، كما قال الله جلّ جلاله في كتابه الكريم : (يريدون أن يطفؤوا نور الله بافواههم ويأبى الله ألا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون).
إذاً فدلالة الحديث واضحة وصريحة على وجوب التمسّك بالثقلين وعدم مخالفتهم ، وكذلك على أنّ المتخلّف عنهما ضال وغير مهتدي ، وأيضاً على عصمة أهل البيت عليهم السلام ؛ لأنّهما عدلٌ للكتاب ، وكذلك لأنّ الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أمر باتّباعهما مطلقاً ، فإذا لم يكونا معصومين لَما أمر رسول الله صلّى الله عليه وآلأه وسلّم بمتابعتهما ، وأوجب التمسّك بهما ؛ فإذاً الخلافة والإمامة يجب ان تكون لهم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بلا فصل.
أما المصادر التي ذكرت هذا الحديث فهي كما ذكرنا اَنفاً أنّها متواترة وكثيرة جّاً ، وورد فيها بألفاظ مختلفة ، وإليك بعضها :
اصول الكافي ٢ / ٤١٥ ، كمال الدين ـ للشيخ الصدوق ـ : ٢٣٧ ح ٥٤ ، كشف المغمّة ١ / ٥٠ ، العمدة ـ لابن البطريق ـ : ٦٨ ح ٨١ ـ ٨٩ ، سنن الدارمي ٢ / ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، مسند أحمد ٣ / ١٧ ، فضائل الصحابة ٢ / ٥٨٥ ح ٩٩٠ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٦٣ ح ٣٧٨٨ ، المستدرك على الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ١٠٩ ، حلية الأولياء ١ / ٣٥٥ ح ٥٧ حذيفة بن أسيد ، تاريخ بغداد ٨ / ٤٤٢ ح ٤٥٥١ ، المناقب ـ للمغازلي ـ : ٢٣٤ ح ٢٨١ ـ ٢٨٤.