ومنها : أنّه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم شبّه العترة بالكتاب ، والكتاب حجّة ، فلا بُدّ أن يكون آل محمّـد : متى أجمعوا حجّة ؛ لتطابق المثال.
ومنها : إخباره صلّى الله عليه [وآله] وسلّم أنّ عترته لا تفارق الكتاب حتّى اللقاء على الحوض ، والمراد بذلك : حكم الكتاب ، فمعناه أنّ الكتاب والعترة (يمتان متاً) (١) واحداً ؛ لأنّهم تراجمة كتاب الله وحفظة وحيه عن تمويه المموّهين وتأويل الجاهلين.
ومن أدلّة السُـنّة الشريفة على أنّ إجماع أهل البيت حجّة : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق وهوى» (٢) ، وفي بعض الأخبار : «هلك» (٣).
وهذا الخبر ممّا ظهر واشتهر ، وتلقّته الأُمّة بالقبول ، ولم ينكره أحد
____________
(١) لم تكن العبارة واضحة في النسخة.
(٢) حديث السفينة يعدّ من الأحاديث الصحيحة المستفيضة ، بل المتواترة ، ورواه جلّ الصحابة والتابعين بألفاظ مختلفة ذات مضمون واحد.
وهذا الحديث يؤكّد لنا عدّة أُمور ، هي : إنّ وجوب متابعة أهل البيت : مطلقة ، وإنّهم أفضل الخلق بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ، وإنّ النجاة تكون في متابعتهم ، وإنّهم معصومون ، وإنّ المتخلّف عنهم ضالّ وهالك لا محالة. وهناك دلالات أُخرى كثيرة.
أمّا مصادره فلا تحصى كثرة ، هذه بعضها : المناقب ـ للكوفي ـ ٢ / ١٤٦ ح ٦٢٤ ، بصائـر الدرجات : ٣١٧ ، دعائـم الاِسلام ١ / ٨٠ ، العمـدة ـ لابن البطريق ـ : ٣٥٨ ح ٦٩٣ ـ ٦٩٧ ، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ٣ / ٣٧ ح ٢٦٣٦ ، المستدرك على الصحيحين ٢ / ٣٤٣ ، تاريخ بغداد ١٢ / ٩١ ح ٦٥٠٧ ، المناقب ـ للمغازلي ـ : ١٣٢ ح ١٧٣ ـ ١٧٦ ، الصواعق المحرقة : ٢٣٤ ، كنز العمّال ١٢ / ٩٥ ح ٣٤١٥١.
(٣) المناقـب ـ للمغازلـي ـ : ١٣٢ ح ١٧٣ ، ميزان الاعتـدال ٤ / ١٦٧ رقم ٨٧٢٨ ، الصواعق المحرقة : ٢٣٤ ، كنز العمّال ١٢ / ٩٤ ح ٣٤١٤٤ ، إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت عليهم السلام : ٤٧ ح ٢٦ ، الجامع الصغير ١ / ٣٧٣ ح ٢٤٤٢.