من رواة الحديث ، بل رواه المخالف والمؤالف.
ووجه دلالته ـ على أنّ إجماع أهل البيت حجّة ـ ظاهر من حيث حكمه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ وهو لا ينطق عن الهوى (إن هو إلاّوحي يوحـى) ـ بنجاة من تمسّك بآل محمّـد عليهم السلام ، والنجاة شائـعة في ما يَقْفوهم فيه مشايعهم ومتابعهم من قول وعمل واعتقاد. ولَما حكم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بغرق المتخلّف عنهم ، أو هلاكه على حسب الرواية ، مبيّناً بذلك كونه عاصياً لربّه ، وضالاًّ عن منهاج دينه ..
وقد بالغ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في بيان ذلك أشدّ المبالغة بتمثيل عترته : بسفينة نوح صلّى الله عليه وسلّم ، وقد علمنا أنّه لم ينجُ من أُمّة نوح إلاّ من ركب في السفينة ، وكذلك يهلك من أُمّة محمّـد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من لم يتمسّك بعترته الطاهرة الأمينة ؛ وإلاّ كان تمثيل النبيّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لا معنى له.
ومن جملة الأدلّة على صحّة إجماع الآل : قد ظهر واشتهر عنه صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ممّا يوجب إلينا الكيس (١) والنعت البليغ لعترته أهل بيته : بكونهم ورّاث حكمته ، وخزنة علمه ، وهداة أُمّته ، وأملاك الأمر ، وولاة الحلّ والعقد ، وأنّهم ـ على الحقيقة ـ السادة وغيرهم المسود ، والمتَّبعون والناس أتباع ..
وجاء في ذلك من الأخبار ما لا يحصـى باستقصاء :
فمـنها : قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : «أهل بيتي كباب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له» (٢) ، و : «هم كالكهف لأصحاب
____________
(١) الكِيسُ : المعروف ؛ راجع : المحيط في اللغة ٦ / ٢٩٨.
(٢) بصائر الدرجات : ٣١٧ ، المعجم الصغير ٢ / ٢٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٦٨ ، إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت عليهم السلام : ٤٨ ح ٢٨ ، الصواعق المحرقة : ٢٣٤ ح ٣٥٢.