والفرق بين ثم والفاء والواو أنّ ثم يوقف عليها وينفصل والفاء والواو لا يوقف عليها ولا ينفصلان.
(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) (٥٠)
(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) شرط ومجازاة وكذا (وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا) عطف.
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (٥١)
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنا) نصب بلن وحكى أبو عبيدة أن من العرب من يجزم بها. وقرأ طلحة بن مصرّف هل يصيبنا (١) وروي عن أعين قاضي الري أنه قرأ قل لن يصبّنا (٢) بنون مشدّدة وهذا لحن لا يؤكّد بالنون ما كان خبرا ولو كان هذا في قراءة طلحة لجاز ، قال الله جلّ وعزّ (هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) [الحج : ١٥]. (ما كَتَبَ اللهُ لَنا ما) في موضع رفع. (هُوَ مَوْلانا) ابتداء وخبر ، (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) جزم لأنه أمر وكسرت اللام الثانية لالتقاء الساكنين ، وإن شئت كسرت الأولى على الأصل والتسكين لثقل الكسرة.
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) (٥٢)
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا) والكوفيون يدغمون اللام في التاء ، فأما لام المعرفة فلا يجوز معها إلّا الإدغام كما قال جلّ وعزّ (التَّائِبُونَ) [التوبة : ١١٢] لكثرة لام المعرفة في كلامهم ، ولا يجوز الإدغام في قوله (قُلْ تَعالَوْا) [الانعام : ١٥١] لأن قل معتلّ يجمعوا عليه علتين. وواحد (الْحُسْنَيَيْنِ) الحسنى والجمع الحسن ولا يجوز أن ينطق به إلّا معرّفا ، لا يقال : رأيت امرأة حسنى. (وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ) في موضع نصب بنتربّص.
(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ) (٥٣)
(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) مصدر في موضع الحال ولفظ أنفقوا لفظ أمر ، ومعناه الشرط والمجازاة. وهكذا تستعمل العرب في مثل هذا تأتي بأو كما : [الطويل]
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٥ / ٥٢ ، وهي قراءة ابن مسعود أيضا.
(٢) انظر المختصر لابن خالويه ٥٣ ، والمحتسب ١ / ٢٩٤.