(١٥)
شرح إعراب سورة الحجر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) (١)
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ) التقدير هذا تلك آيات الكتاب.
(رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٢)
(رُبَما) فيه ثمانية أوجه : قرأ الأعمش وحمزة والكسائي (رُبَما) (١) مثقلة ، وقرأ أهل المدينة وعاصم (رُبَما) (٢) مخفّفة. والأصل الثقيل ، والعرب تخفف المثقّل ولا تثقل المخفف. وقال سيبويه (٣) : لو سميت رجلا رب مخفّفة ثم صغرته رددته إلى أصله فقلت : ربيب. قال إسماعيل بن إسحاق : حدثنا نصر بن علي عن أبيه عن الأصمعي قال : سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأ «ربما» مخفّفة ومثقلة. قال : التخفيف لغة أهل الحجاز والثقيل لغة تميم وقيس وبكر. وحكى أبو زيد أنه يقال : ربّتما وربّتما ، وهذا على تأنيث الكلمة. فهذه أربع لغات وحكى أبو حاتم : ربما وربّما وربتما وربتما. ولا موضع لها من الإعراب عند أكثر النحويين لأنها كافة جيء بها لأن ربّ لا يليها الفعل ، فلما جئت بما وليها الفعل عند سيبويه لا غير إلّا في الشعر فإنه يليها الابتداء والخبر ، وأنشد : [الطويل]
٢٥٧ ـ صددت فأطولت الصّدود وقلّما |
|
وصال على طول الصّدود يدوم (٤) |
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١١٠.
(٢) انظر تيسير الداني ١١٠.
(٣) انظر الكتاب ٣ / ٥٠٢ قال (ولو حقرت «ربّ» مخفّفة لقلت ربيب).
(٤) الشاهد لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ٥٠٢ ، والكتاب ١ / ٦٢ ، وللمرار الفقعسي في ديوانه ٤٨٠ ، والأزهيّة ٩١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٢٦ ، والدرر ٥ / ١٩٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٠٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧١٧ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٠٧ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١ / ١٤٥ ، والخصائص ١ / ١٤٣ ، والدرر ٦ / ٣٢١ ، وشرح المفصّل ٧ / ١١٦ ، ولسان العرب (طول) و (قلل) ، والمحتسب ١ / ٩٦ ، والمقتضب ١ / ٨٤ ، والممتع في التصريف ٢ / ٤٨٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٨٣.