(٨)
شرح إعراب سورة الأنفال
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١)
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) إن خفّفت الهمزة ألقيت حركتها على السين وأسقطتها ، وقرأ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يسئلونك الأنفال (١) يكون على التفسير وتعدّت يسألونك إلى مفعولين. (قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ) ابتداء وخبر (وَالرَّسُولِ) عطف. (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) أي كونوا مجتمعين على أمر الله جلّ وعزّ ، وفي الدعاء «اللهمّ أصلح ذات البين» أي الحال التي يقع بها الاجتماع. (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) في الغنائم وغيرها.
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (٢)
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) ابتداء و «ما» كافة ويجوز في القياس النصب ومنعه سيبويه. (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) خبر الابتداء. وحكى سيبويه وجل يوجل وياجل وييجل وييجل. قال أبو زيد: سألت خليلا عن الذين قالوا : رأيت الزّيدان ، فقال : هذا على لغة من قال ياجل.
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (٣)
(الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) بدل من الذين الأول.
(أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (٤)
(أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ) ابتداء وخبر. (حَقًّا) مصدر. (لَهُمْ دَرَجاتٌ) ابتداء أي منازل رفيعة في الجنة بقدر أعمالهم. (وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) عطف.
__________________
(١) انظر مختصر ابن خالويه ٤٨ ، والمحتسب ١ / ٢٧٢.