(٦)
شرح إعراب سورة الأنعام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) (١)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ) ابتداء وخبر. قال أبو جعفر : وقد ذكرنا بأكثر من هذا في «أمّ القرآن» والمعنى: قولوا الحمد لله. (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) نعت. (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) بمعنى خلق فإذا كانت جعل بمعنى خلق لم تتعدّ إلا إلى مفعول واحد. (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) ابتداء وخبر ومن العرب من يقول : الذون والمعنى ثم الذين كفروا يجعلون لله عزوجل عدلا وشريكا وهو خلق هذه الأشياء وحده.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) (٢)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ) ابتداء وخبر وفي معناه قولان : أحدهما هو الذي خلق أصلكم يعني آدم صلىاللهعليهوسلم ، والآخر تكون النطفة خلقها الله جلّ وعزّ من طين على الحقيقة ثم قلبها حتى كان الإنسان منها. (ثُمَّ قَضى أَجَلاً) مفعول. (وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) ابتداء وخبر. وقال الضحّاك : قضى أجلا يعني أجل الموت و (أَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) أجل القيامة فالمعنى على هذا أحكم أجلا وأعلمكم أنكم تقيمون إلى الموت ولم يعلمكم بأجل القيامة وقيل : قضى أجلا ما أعلمناه من أنه لا نبيّ بعد محمد صلىاللهعليهوسلم (وَأَجَلٌ مُسَمًّى) أمر الآخرة ، وقيل : قضى أجلا ما نعرفه من أوقات الأهلّة والزروع وما أشبههما ، وأجل مسمّى أجل الموت لا يعلم الإنسان متى يموت. (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) ابتداء وخبر أي تشكّون في أنه إله واحد وقيل : تمارون في ذلك.
(وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) (٣)
(وَهُوَ اللهُ) ابتداء وخبر. قال أبو جعفر : وقد ذكرناه ومن أحسن ما قيل فيه : أنّ المعنى : وهو الله يعلم سرّكم وجهركم في السموات وفي الأرض. (وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) (ما) في موضع نصب يعلم.