بعدها وقلبوها ياء كما قال بعض العرب في التاء حكاه عن أبي الجرّاح : سمعت لغاتهم ، ولا تقول ذلك في الصّالحات ، ولا فيما حذف من أوله نحو لدّات.
(فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (٩٢)
توكيد للهاء والميم.
(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (٩٤)
قال أبو إسحاق (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أي أبنه وأظهره مشتقّ من الصّديع وهو الصبح ، والصّدع في الزجاجة أن يبين بعضها من بعض (بِما تُؤْمَرُ) مصدر عند البصريين أي بأمرنا ، وقال الكسائي : التقدير بما تؤمر به مثل (أَلا إِنَّ عاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ) [هود : ٦] أي بربّهم ثم حذفت الباء. قال أبو جعفر : لا يجوز حذف الباء عند البصريين في كلام ولا شعر ، وقد أنشد الكوفيون لجرير : [الوافر]
٢٦٢ ـ تمرّون الدّيار ولم تعوجوا |
|
كلامكم عليّ إذا حرام (١) |
وسمعت علي بن سليمان يقول : سمعت محمد بن يزيد يقول : سمعت عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير ينشد لجدّه :
مررتم بالدّيار ولم تعوجوا
(الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (٩٦)
(الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) في موضع نصب على النعت للمستهزئين : ومعنى (وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر : ٩٤] أي عن إجابتهم إذا تلقّوك بالقبيح.
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (٩٩)
(حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) نصب بحتّى ، ولا يجوز رفعه لأنه مستقبل ، واليقين الموت لأن كلّ عاقل يوقن به.
__________________
(١) الشاهد لجرير في ديوانه ٢٧٨ ، وتخليص الشواهد ٥٠٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ١١٨ ، والدرر ٥ / ١٨٩ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣١١ ، ولسان العرب (مرر) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٦٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٦ / ١٤٥ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٥٨ ، ورصف المباني ص ٢٤٧ ، وشرح ابن عقيل ٢٧٢ ، وشرح المفصّل ٨ / ٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١٠٠ ، والمقرّب ١ / ١١٥ ، وهمع الهوامع ٨٣٢.