ويجوز «ومن يشاقّ الله» ، والتقدير (شَدِيدُ الْعِقابِ) له ، وحذف له.
(ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ) (١٤)
(ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ) كما تقدّم في الأول ، (وَأَنَ) في موضع رفع بعطفها على ذلكم. قال الفراء (١) : ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى «وبأنّ للكافرين» قال : ويجوز أن يضمر واعلموا أنّ ، قال أبو إسحاق : لو جاز إضمار واعلموا لجاز زيد منطلق وعمرا جالسا ، بل كان يجوز في الابتداء : زيدا منطلقا لأن المخبر معلم وهذا لا يقوله أحد من النحويين.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) (١٥)
(إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً) مصدر في موضع الحال.
(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١٦)
(وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) شرط. (إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) نصب على الحال. (فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) مجازاة. (وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ) ابتداء وخبر.
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١٧)
وكذا (وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ) على قراءة (٢) من خفّف «لكن» ، ومعنى (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ) فلم تقتلوهم بتدبيركم ولكن الله قتلهم بالنصر ، ونظير هذا أنّ رجلين لو كانا يتقاتلان ومعهما سيفان فجاء رجل وأخذ سيف أحدهما فقتله الآخر لجاز أن يقال : ما قتل ذاك إلّا الذي أخذ سيفه. (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) مثله ويجوز أن يكون المعنى وما رميت بالرعب في قلوبهم إذ رميت بالحصى.
(ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) (١٨)
(ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) (٣) قراءة أهل الحرمين وأبي عمرو ،
__________________
ـ ٦ / ٣٢٢ ، وشرح المفصّل ٩ / ١٢٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤١١ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥٣١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٩٧ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢٤٤ ، والمقتضب ١ / ١٨٥.
(١) انظر معاني الفراء ١ / ٤٠٥.
(٢) انظر الإتحاف ١٤٢.
(٣) انظر تيسير الداني ٩٥.