(فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) (١٠)
(فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ) أي بأني قد غلبت وقهرت ، وقرأ عيسى بن عمر (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ) (١) بكسر الهمزة. قال سيبويه أي قال : إني مغلوب (فَانْتَصِرْ) أي لي بعقابك إياهم.
(فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) (١١)
(فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ) التقدير : فنصرناه ففتحنا أبواب السماء : لأن ما ظهر من الكلام يدلّ على ما حذف. (بِماءٍ مُنْهَمِرٍ) أي مندفق. قال سفيان منهمر ينصبّ انصبابا ، وقال الشاعر : [الرمل]
٤٤٢ ـ راح تمريه الصّبا ثم انتحى |
|
فيه شؤبوب جنوب منهمر(٢) |
(وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) (١٢)
(وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) جمع عين في العدد ، وقراءة الكوفيين (عُيُوناً) بكسر العين ، والأصل الضمّ فأبدل من الضمة كسرة استثقالا للجمع بين ضمة وياء (فَالْتَقَى الْماءُ) (٣) والتقى لا يكون إلّا الاثنين. المعنى : فالتقى ماء الأرض وماء السماء ، وهما جميعا يقال لهما ماء لأنّ ماء اسم للجنس. قال أبو الحسن بن كيسان : الأصل في ماء ماه فأبدلوا من الهاء همزة فإذا جمعوا ردّوه إلى أصله فقالوا : أمواه ومياه ، ومويه في التصغير (عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) (٤) قيل : أي قدّره الله جلّ وعزّ في اللوح المحفوظ ، وقيل : قدر ماء الأرض كماء السّماء.
(وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) (١٣)
(وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ) أي على سفينة ذات ألواح (وَدُسُرٍ) روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الدّسر المسامير ، وكذا قال محمد بن كعب وقتادة وابن زيد ، وقال الحسن : الدّسر صدر السفينة ، وقال الضحاك : الدّسر طرف السفينة. قال : وأصل هذا من دسره يدسره ويدسره دسرا إذا شدّه ودفعه.
(تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ) (١٤)
(تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) أي بمرأى منّا ومسمع ، وقيل بأمرنا. وأعين جمع في القليل ،
__________________
(١) انظر مختصر ابن خالويه ١٤٧ ، والبحر المحيط ٨ / ١٧٥.
(٢) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ص ١٤٥.
(٣) انظر البحر المحيط ٨ / ١٧٥ (وقرأ علي والحسن ومحمد بن كعب والجحدري «الماءان» ، وقرأ الحسن «الماوان»).
(٤) انظر البحر المحيط ٨ / ١٧٦ (وقرأ أبو حيوة «قدّر» بشدّ الدال ، والمجهور بتخفيفها).