بيّناه والتقدير : فيهن حور. (قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) ، وقراءة طلحة (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) (١) وهما لغتان معروفتان.
(كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) (٥٨)
أن في موضع خفض بالكاف ، والكاف في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف «وهنّ» في موضع نصب اسم «أنّ» ، وشددت لأنها بمنزلة حرفين في المذكّر ، (الْياقُوتُ) خبر ، (وَالْمَرْجانُ) عطل عليه.
(هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ) (٦٠)
مبتدأ وخبره أي على جزاء من أحسن في الدنيا إلّا أن يحسن إليه في الآخرة.
(وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) (٦٢)
في معناه قولان : أحدهما ومن دونهما في الدرج. وهذا مذهب ابن عباس ، وتأوّل أنّ هاتين الجنتين هما اللتان قال الله جلّ وعزّ فيهما : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [السجدة : ١٧] ، والقول الآخر ومن دونهما في الفضل وهذا مذهب ابن زيد ، قال : وهم لأصحاب اليمين.
(مُدْهامَّتانِ) (٦٤)
قال أبو حاتم : ويجوز في الكلام مدهمّتان ؛ لأنه يقال : ادهمّ وادهامّ ، ومدهامتان من نعت الجنتين.
(فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ)
روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس (نَضَّاخَتانِ) قال : فيّاضتان وقال الضحاك : ممتلئتان ، وقال سعيد بن جبير : نضّاختان بالماء والفاكهة ، قال أبو جعفر : والمعروف في اللغة أنهما بالماء.
(فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (٦٨)
فيها ثلاثة أقوال : منها أنه قيل : إنّ النخل والرمان ليسا من الفاكهة لخروجهما منها في هذه الآية ، وقيل هما منها ولكن أعيد إشادة بذكرهما لفضلهما. وقيل : العرب تعيد الشيء بواو العطف اتّساعا لا لتفضيل ، والقرآن نزل بلغتهم والدليل على ذلك (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) [الحج : ١٨] ثم قال جلّ
__________________
(١) انظر تيسير الداني ١٦٧ ، وكتاب السبعة لابن مجاهد ٦٢١ ، والبحر المحيط ٨ / ١٩٦.