الجميع ذكر محمد بن يزيد : أن سماء تكون جمعا لسماوة وأنشد هو وغيره : [الوافر]
٤٦٧ ـ سماوة الهلال حتّى احقوقفا(١)
ويدلّ على صحة هذا قوله جلّ وعزّ : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَ) [البقرة : ٢٩] وإذا كانت السماء واحدة فتأنيثها كتأنيث عناق ، وتجمع على ستة أوجه منهن جمعان مسلّمان ، وجمعان مكسّران لأقل العدد ، وجمعان مكسّران لأكثره ، وذلك قولك : سموات وسماءات وأسم وأسمية وسمايا وسميّ وإن شئت كسرت السين من سميّ ، وقد جاء فيها أخر في الشّعر كما قال : [الطويل]
٤٦٨ ـ سماء الإله فوق سبع سمائيا(٢)
فعلى هذا جمع سماء على سماء وفيه من الأشكال والنحو اللطيف غير شيء ، فمن ذلك أنه شبه سماء برسالة لأن الهاء في رسالة زائدة. ووزن فعال وفعال واحد ، فكان يجب على هذا أن يقول : سمايا فعمل شيئا أخر فجمعها على سماء على الأصل ؛ لأن الأصل في خطايا خطاء ثم عمل شيئا ثالثا كان يجب أن يقول : فوق سبع سماء ، فأجرى المعتلّ مجرى السالم وجعله بمنزلة ما لا ينصرف من السالم ، وزاد الألف للإطلاق. والأرض مؤنّثة ، وقد حكي فيها التذكير ، كما قال: [المتقارب]
٤٦٩ ـ فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل ابقالها(٣) |
قال أبو جعفر : وقد ردّ قوم هذا ، ورووا «ولا أرض أبقلت ابقالها» بتخفيف الهمزة. قال ابن كيسان : في قولهم أرضون حركوا هذه الراء لأنهم أرادوا : أرضات فبنوه على ما يجب من الجمع بالألف والتاء ، قال : وجمعوه بالواو والنون عوضا من حذف الهاء في واحدة (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) مبتدأ وخبره أي ذلك الفضل من التوفيق والهداية والثواب فضل الله يؤتيه من يشاء أي يؤتيه إياه من خلقه. (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) مبتدأ وخبره.
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) (٢٢)
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (٤٢٣).
(٢) الشاهد لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ٧٠ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٤٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٠٤ ، ولسان العرب (سما) ، وبلا نسبة في الكتاب ٣ / ٣٤٩ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٣٣٧ ، والخصائص ١ / ٢١١ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ١١٥ ، والمقتضب ١ / ١٤٤ ، والممتع في التصريف ٢ / ٥١٣ ، والمنصف ٢ / ٦٦. وصدره :
«له ما رأت عين البصير وفوقه»
(٣) مرّ الشاهد رقم (١٥٢).