الخبر (نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ). (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) قراءة المدنيين وأبي عمرو ، وقرأ الكوفيون تؤمنون بالتاء ورد أبو عبيد قولهم بأن قبله (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) ، وكذا «لقوم يوقنون» و «لقوم يعقلون» فوجب على هذا عنده أن يكون (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ) وردّ عليهم أيضا بأن قبله (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ) فكيف يكون بعده «فبأيّ حديث بعد الله تؤمنون» قال أبو جعفر : وهذا الردّ لا يلزم لأن قوله جلّ وعزّ : (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) وإن كان مخاطبة للنبيّ صلىاللهعليهوسلم فإنه مبلّغ عن الله عزوجل كل ما أنزل إليه ، فلما كان ذلك كذلك كان المعنى قل لهم «فبأيّ حديث بعد الله وآياته تؤمنون» ، فهذا المعنى صحيح قال الله جلّ وعزّ (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) [الرعد : ٢٣] أي يقولون.
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (٧)
روي عن ابن عباس أنه قال : نزلت في النّضر بن كلدة «ويل» مرفوع بالابتداء. وقد شرحناه فيما تقدم (١).
(هذا هُدىً وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) (١١)
وقرأ أهل مكة وعيسى بن عمر عذاب من رجز أليم (٢) بالرفع على أنه نعت لعذاب. قال محمد بن يزيد : الرّجز أغلظ العذاب وأشده وأنشد لرؤبة : [الرجز]
٤١٧ ـ كم رامنا من ذي عديد مبزي |
|
حتّى وقمنا كيده بالرّجز(٣) |
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (١٢)
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) مبتدأ وخبره.
(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١٣)
(جَمِيعاً) نصب على الحال وروي عن ابن عباس أنه قرأ (جَمِيعاً مِنْهُ) (٤) نصب على المصدر. وأجاز أبو حاتم (جَمِيعاً مِنْهُ) (٥) بفتح الميم والإضافة على المصدر
__________________
(١) تقدّم في إعراب الآية ٧٩ من سورة البقرة.
(٢) انظر البحر المحيط ٨ / ٤٥ ، وفيه : (قرأ طلحة وابن محيصن وأهل مكة وابن كثير وحفص أليم بالرفع نعتا لعذاب ، والحسن وأبو جعفر وشيبة وعيسى والأعمش وباقي السبعة بالجر نعتا لرجز).
(٣) الرجز لرؤية بن العجاج في ديوانه ٦٤ ، وتهذيب اللغة ١٠ / ٦٠٨ ، وتفسير الطبري ٨ / ٢٢٣ ، وبعده :
«والصّقع من قاذفة وجرز»
(٤) انظر مختصر ابن خالويه ١٣٨ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٥.
(٥) انظر المحتسب ٢ / ٢٦٢.