وفي عدد الملائكة يوم بدر خمسة أقوال : أحدها : خمسة آلاف ، قاله الحسن.
(٢٠٧) وروى [محمد بن] (١) جبير بن مطعم عن عليّ عليهالسلام قال : بينا أنا أمتح (٢) من قليب بدر ، [إذ] جاءت ريح شديدة لم أر أشدّ منها ، ثمّ جاءت ريح شديدة لم أر أشدّ منها إلا التي كانت قبلها ، ثم جاءت ريح شديدة لم أر أشدّ منها ، فكانت الريح الأولى جبريل نزل في ألفين من الملائكة ، وكان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكانت الرّيح الثانية ميكائيل نزل في ألفين من الملائكة عن يمين رسول الله ، وكانت الرّيح الثالثة إسرافيل نزل في ألف من الملائكة عن يسار رسول الله ، وكنت عن يساره ، وهزم الله أعداءه.
والثاني : أربعة آلاف ، قاله الشّعبيّ. والثالث : ألف ، قاله مجاهد. والرابع : تسعة آلاف ، ذكره الزجّاج. والخامس : ثمانية آلاف ، ذكره بعض المفسرين.
(وَما جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١٢٦))
قوله تعالى : (وَما جَعَلَهُ اللهُ) يعني المدد (إِلَّا بُشْرى) ، أي : إلا بشارة تطيّب أنفسكم ، (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) ، فتسكن في الحرب ، ولا تجزع. والأكثرون على أنّ هذا المدد يوم بدر. وقال مجاهد : يوم أحد ، وروي عنه ما يدل على أن الله أمدّهم بالملائكة في اليومين جميعا ، غير أن الملائكة لم تقاتل إلا يوم بدر.
قوله تعالى : (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) أي : ليس بكثرة العدد والعدد.
(لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ (١٢٧))
قوله تعالى : (لِيَقْطَعَ طَرَفاً) معناه : نصركم ببدر ليقطع طرفا. قال الزجّاج : أي : ليقتل قطعة منهم. وفي أيّ يوم كان ذلك فيه قولان : أحدهما : في يوم بدر ، قاله الحسن ، وقتادة ، والجمهور. والثاني : يوم أحد ، قتل منهم ثمانية وعشرون ، قاله السّدّيّ.
قوله تعالى : (أَوْ يَكْبِتَهُمْ) فيه سبعة أقوال : أحدها : أن معناه : يهزمهم ، قاله ابن عباس ، والزجّاج. والثاني : يخزيهم ، قاله قتادة ، ومقاتل. والثالث : يصرعهم ، قاله أبو عبيد ، واليزيديّ. وقال الخليل : هو الصّرع على الوجه. والرابع : يهلكهم ، قاله أبو عبيدة. والخامس : يلعنهم ، قاله السّدّيّ. والسادس : يظفّر عليهم ، قاله المبرّد. والسابع : يغيظهم ، قاله النّصر بن شميل واختاره ابن قتيبة. وقال ابن قتيبة : أهل النّظر يرون أن التاء فيه منقلبة عن دال ، كأنّ الأصل فيه : يكبدهم ، أي : يصيبهم في
____________________________________
(٢٠٧) ضعيف. أخرجه أبو يعلى ٤٨٩ والبيهقي في «الدلائل» ٣ / ٥٥ من طريق موسى بن يعقوب عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم عن علي ، وإسناده ضعيف ، أبو الحويرث هو عبد الرحمن بن معاوية وصفه الحافظ بأنه سيء الحفظ ، ثم هو منقطع بين محمد بن جبير وعلي. ومع ذلك قال الهيثمي في «المجمع» ٦ / ٧٦ : رجاله ثقات؟!.
__________________
(١) ما بين معقوفتين زيادة عن «مسند أبي يعلى» و «دلائل النبوة» ٣ / ٥٥.
(٢) في «اللسان» الماتح : المستقي ، ومتح : جذب الدلو من البئر مستقيا.