فهؤلاء القليلون هم الأمناء على أنفسهم ، وهم أوتاد المجتمع ، والحراس على فطرة الإنسان وكرامته ..
____________________________________
الآية : (٨٤)
(فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً) (٨٤)
____________________________________
التفسير : وإنه ليس بعد هذا التنديد بالمنافقين ، والمرجفين بالناس ، وتحذير المؤمنين منهم ، وإجلاء هذا الدخان المنعقد فى سماء المجتمع من شائعات السوء ـ إلا أن يأخذ النبي طريقه الذي هو سائر فيه ، بعد تلك الوقفة ، التي نظّم فيها صفوفه ، وعزل عنها هذا المرض المندسّ بينها ، من المنافقين والمثبطين ..
(فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) فهذا هو طريق النبىّ .. القتال فى سبيل الله ؛ والاتجاه إليه بكل قوته ، والعمل فيه جهد طاقته .. ولا عليه أن يتخاذل المتخاذلون ، ويبطّىء المبطّئون .. إنه لا يكلّف إلا ما يملك ، وهو لا يملك إلّا نفسه.
وقوله تعالى : (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتالِ) هو استدعاء سماوىّ للمؤمنين الذين صدقوا إيمانهم أن يكونوا مع النبىّ ، وأن يأخذوا طريقه الذي أخذه .. وفى هذا ما فيه من تكريم لهم ، ورفع لقدرهم.
وقوله سبحانه : (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) هو رجاء يتعلق به النبىّ والمجاهدون معه .. فالنبىّ والمؤمنون الذين يجاهدون معه