على رجاء من عون الله لهم ، ونصرهم على أعدائهم .. وأن هؤلاء الأعداء إن كانوا أولى قوة وأولى بأس شديد ، فالنبىّ والمسلمون يشدّون رجاءهم إلى قوة فوق هذه القوة ، وإلى بأس أعظم من هذا البأس .. قوة الله ، وبأس الله .. (وَاللهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً).
____________________________________
الآية : (٨٥)
(مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) (٨٥)
____________________________________
التفسير : فى الآيات السابقة كان الحديث عن الجماعة الإسلامية ، وعن أعراض النفاق التي تظهر فى بعض منها ، ممن دخلوا فى الإسلام ، واتخذوه جنّة لهم ، وقد كشف الله مواقف هؤلاء المنافقين ، ورصد حركاتهم ، وأرى النبىّ والمسلمين ما كانوا يخفونه فيما بينهم.
وفى هذه الآية يلتقى المؤمنون والمنافقون فى موقف الحساب ، حيث يواجه بعضهم بعضا ، وحيث يذهب كل منهم بما استحق من جزاء.
وقوله تعالى : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) هو عرض لفريق المؤمنين ، الذين سيسوّى حسابهم على حسب ما عملوا من خير ، وما قدموا من إحسان.
والتعبير عن العمل «بالشفاعة» هنا للدلالة على أنه عمل من نوع خاص ، عمل يتصل بالإنسان وبما يقع بينه وبين غيره من الناس ، من تصرفات ، حسنة أو سيئة .. فلا يدخل فى هذا العمل ما كان خاصا بذات الإنسان ، وما يأخذ به (م ٥٤ ـ التفسير القرآنى ـ ج ٥)