فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
ففى الزواج من الإماء أمور :
أولها : أن الزواج بهن لا يصار إليه إلا عند قلّة المال .. على خلاف زواج المتعة ، الذي لا يمنع منه كثرة المال ولو كان القناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، إذ لا يقصر المحلّون لزواج المتعة إباحته على المعسرين ، بل هو ـ فى الواقع ـ للأغنياء قبل الفقراء.
وثانيها : أنها تتزوج كزواج الحرة ، أي زواجا مطلقا زمنه ، غير محدود ـ وذلك على خلاف المتعة التي لا تصح ـ كما يقول القائلون بها إلا إذا نصّ فيها على زمن معين : ساعة ، أو يوما ، أو شهرا ، أو سنة ، أو سنين!.
وثالثها : أن الأمة تحصن بالزواج ، وتؤخذ بأحكامه ، من طلاق ، وعدّة ، وإقامة حدّ ، عند ثبوت الزنا : (فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) .. وهذا يعنى أنها ذات كيان شخصى ، واعتبار إنسانى ، بما أضفاه عليها الزواج من مكانة فى المجتمع .. على خلاف المتعة ، فإنها لم تشرّع لها الشريعة شيئا ، لا فى كتاب الله ، ولا فى سنة رسوله ، وإنما كل ما تعلق بها من أحكام ، هو من عمل القائلين بها ، ومن تقديرهم لها.
ورابعها : أن الزواج بالإماء ـ وإن أباحته الشريعة ـ هو أشبه بالمحظور ، لا يصار إليه إلا عند العجز عن زواج الحرائر ، وإلّا عند الحاجة التي يخشى معها المسلم الخطر على دينه .. (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ).
هذا هو الوجه الذي يطلّ علينا من «الإماء» ، ونحن ننظر إليهن كزوجات.
فما الوجه الذي تبرز لنا به «الحرائر» ، ونحن نرمى بأبصارنا إليهن وهن فى معرض «المتعة»؟.