فإن الكلام فى نكاح «المتعة» كثير ، وهو ـ على أي حال ـ باب شرّ سدّه المسلمون ، وأجمع أهل السنة جميعا على تحريمه ، وإن كان لبعض الشيعة متعلّق به ، وحجة عليه ، لما ثبت من أن الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان قد أباحه فى ظرف خاص فى إحدى الغزوات التي طالت غربة المجاهدين فيها .. ثم ثبت عند أهل السنة أن الرسول حرّمه ، بعد أن زالت الحال الداعية له ... فهو أشبه بالميتة التي يباح للإنسان التناول منها عند الاضطرار ، وخوف الموت جوعا!.
فلو أن نكاح المتعة كان مباحا على إطلاقه لفسد نظام المجتمع ، ولا نحّلت روابط الأسرة ، ولما رغب الرجال عنه إلى الزواج واحتمال تبعاته! بل ولما كان من الإسلام تلك العناية البالغة ، التي أولاها لقضية الزواج ، التي تكاد تكون أبرز وأهم قضية عرض لها التشريع الإسلامى ، فوضع الحدود الواضحة المفصلة للزواج ، والطلاق ، والعدة ، والرضاع ، والميراث ، وعرضها عرضا كاشفا ، فى معارض مختلفة من النظم ، حتى تتأكد وتتقرر.
إن الطبيعة البشرية السليمة تعاف هذا المورد ، وتأبى أن تقيم حياتها عليه .. بل إن الحياة الجاهلية لم تعرف نكاح المتعة ، ولم تعترف به ، وإن عرفت الزنا ، وأطلقته ، وغشى موردة الرجال والنساء ، جهرة .. إلّا أنهم ـ مع هذا ـ كانوا يضعون «الزنا» بهذا الموضع الخسيس الذي هو له ، ويعزلون النساء اللائي يحترفن هذا المنكر عن مجتمع الحرائر ، ويفرضون عليهن أن يقمن على بيوتهن رايات ، حتى يعرفن بها.
إن نكاح المتعة هو الزنا متسترا بظلال الحلال ، وهو أشبه بالنفاق الذي يخفى وجه صاحبه وراء كلمة الإيمان ، يقولها المنافق بفمه ، ولا يقيمها فى قلبه ..
والزّنا الصّراح خير من هذا الزّنا المتخذ اسم المتعة مجازا له .. إذ كان