وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ ..)
هو بيان لهذه الحدود التي ينبغى للمحرم أن يلتزمها ، ويقف عندها .. ومنها ألا يتحلل من شعائر الله .. والشعائر جمع شعيرة ، وهى ما جعل شعارا ، ومعلما من معالم الحج ، من مواقف الحج ، ومرامى الجمار ، والمطاف ، والمسعى وكذلك ما كان منها فعلا من أفعال الحج كالإحرام والطواف والسعى ، والوقوف بعرفة ، ورمى الجمار ، والحلق ، والنحر ..
فهذه حدود يجب أن يلتزمها الحاجّ ، ويؤديها على وجهها ، ولا يغيّر من مكانها ، أو صفتها .. وإلا كان محلّا لشعائر الله ، مخالفا حكمه فيها ..
ومنها : الشهر الحرام ، ورعاية حرمته ..
ومنها الهدى ، وهو ما يساق إلى البيت ، ويهدى إليه من شاء ، أو بقر ، أو إبل .. تقربا إلى الله .. فهذا الهدى له حرمته ، وعلى الحاج أن يرعى له هذه الحرمة ، وألا يمدّ إليه يدا بأذى ، أو عدوان .. لأنه موجّه إلى الله ، ومساق إلى بيت الله ، والعدوان عليه عدوان على الله!
ومنها : القلائد : جمع قلادة ، وهى ما يقلّد به الهدى ، كعلامة له ، تدل على أنه مهدى إلى الله .. وفى تحريم العدوان على قلادة الهدى ، مبالغة فى تأثيم العدوان على الهدى نفسه!
ومنها : الذين يؤمّون البيت الحرام ، ويقصدونه ، فهم ضيوف الله ، وعمّار بيته ، والعدوان عليهم اجتراء على الله ، وعدوان على حماه ، ومن هم فى حماه.
فهذه حرمات ، هى مواثيق موثّقة مع الله ، والعدوان عليها نقض لتلك المواثيق ، وتحلّل منها .. وليس لأحد حرمة إذا تحلل من مواثيق الله ،