بقيود ، وهى أن يكون الحيوان المرسل للصيد معلما ، ومدربا على صيد الحيوان ، وحمله إلى صاحبه ، دون أن يتسلط عليه بأنيابه أو مخالبه ، لينال منه ، كما ينال الحيوان المفترس من فريسته ..
وفى قوله تعالى : (تُعَلِّمُونَهُنَّ) وقوله سبحانه : (مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) إشارة إلى أن هذه الحيوانات المدرّبة على الصيد هى من الحيوانات القابلة للتعليم والتدريب ، والواعية لما تتلقى على يد مدربها من خطط الصيد ، والمحافظة على ما يصاد سليما ، وحمله إلى صاحبه .. ولهذا خاطبها الله سبحانه وتعالى خطاب العقلاء بقوله «تعلمونهن» و «أمسكن عليكم» ولم يقل «تعلمونها» و «أمسكت» كما هو الشأن فى خطاب غير العاقل .. وذلك لأنها حين درّبت ، واستجابت لما درّبت عليه كانت أهلا لأن تتّسم بسمة أصحاب العقول.
وقوله تعالى : (وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) أي اذكروا اسم الله على الصّيد الذي يحمل إليكم من كلاب الصيد هذه ، وذلك بذبحها وذكاتها وذكر اسم الله عليها بقولكم : «باسم الله .. الله أكبر»!
وكذلك ينبغى أن يذكر اسم الله على الصيد الذي يصاد بالسّهام ، وترسل الكلاب المعلّمة للإتيان به بعد أن يصيبه السهم ، حيّا أو ميتا .. فذلك هو ذكاة له.
وفى قوله تعالى : (مُكَلِّبِينَ) إشارة إلى أن الكلاب هى أصل الحيوانات المعلمة للصيد ، وأقربها إلى تلقى التدريب والتعليم. ومن ثمّ كان اسم كلب الصّيد جامعا لكل حيوان أو طير يدرب على هذا العمل ..
وقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) تنبيه إلى أن تقوى الله ، هى ملاك الأمر فى الرقابة على تنفيذ أحكام الحلال والحرام ، ووضع الحدود الفاصلة بين الطيب والخبيث ، إذ كان ذلك أمانة بين العبد وربّه ،