الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً) (٤٣ : النساء) .. وقد سبق أن شرحناه فى موضعه! ولكن كيف يقع التصادم والتخالف فى كتاب منزل من رب العالمين ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا .. (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)
وفى قوله تعالى : (ما يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ما يكشف عن جوانب كثيرة من رحمة الله بنا ، وفضله علينا ، وأنه أقامنا على شريعة ، لا حرج فيها ولا إعنات ، وأن كل ما جاءت به هو تصحيح لإنسانيتنا ، وتكريم لآدميتنا ، وحماية لنا من دواعى الفساد والعطب .. وفى هذا الذي يلبسنا من نعم الله وأفضاله ، ما يستوجب الحمد والشكر ، وذلك بأن نتلقى أحكام الله بالقبول والرضا ، وأن نأنس بالحياة معها ، والعيش فيها ، وأن نستوحش من البعد عنها ، أو التفريط فى الإمساك بها ..
____________________________________
الآية : (٧)
(وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٧)
____________________________________
التفسير : عطف هذه الآية على ما قبلها هو توكيد للشكر الواجب علينا