والعبد .. والمراد به هنا أقارب المرء وعصبته الذين يرثونه.
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ) إشارة إلى من تربطهم بالمرء رابطة غير رابطة القرابة والدم ، ممن يتبناهم الإنسان ، أو يدخلهم فى حياته مدخل الأهل والأقارب ، إذ شدّ يمينه بهم ، واحتسبهم بعضا منه فى خيره وشرّه ـ هؤلاء قد يرون أن لهم حقّا فيما ترك المورّث ، الذي كانوا منه ، وكان منهم ، وقد جاء صدر الآية الكريمة قاصرا ما ترك المورّث على قرابته ، وهم مواليه : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) ـ وفى هذا ما يصدم مشاعرهم ، ويفجعهم فى آمالهم ، التي كانوا يعيشون بها مع هذا الذي عقدت أيمانهم معه.
ولهذا جاء قوله تعالى : (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) وما نصيبهم وقد ذهب الورثة بالميراث كلّه؟
وإنهم لا بد أن يكون لهم نصيب فيما ترك صاحبهم .. وتقدير هذا النصيب متروك للورثة ، يؤدونه لهم ، على أي وجه ، وعلى أية صورة!
ليكن مالا يطيبون به خاطرهم ..
أو ليكن مودّة ، وحبّا ، ومخالطة ..
أو ليكن مناصرة ، ومعاونة فى الشدائد ..
أو غير ذلك مما كان الميت يعاشرهم عليه ويؤثرهم به ..
ولهذا جاء قوله تعالى : (فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) خطابا للموالى ، الذي ورثوا مال مورثهم ، بأن يعطوا هؤلاء الذين أضافهم مورّثهم إليه ـ شيئا مما كان يعود عليهم به هذا المورث ، من مال ، أو مودة ، أو نحو هذا ..
ولنا فى هذا المقام أن نستحضر قوله تعالى : (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا