____________________________________
الآية : (٣٣)
(وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً) (٣٣)
____________________________________
التفسير : بيّن الله سبحانه وتعالى فى الآية السابقة : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) ـ ما للعامل من حق فى أن يجنى ثمرة عمله ، وأن ينعم بنصيبه منها ، بعد أن يؤدى ما لله وما للعباد عليها من حقوق ، وذلك ليستحثّ الذين لا يعملون على العمل ، وعلى ألّا ينظروا إلى ما فى يد العاملين من ثمرات أعمالهم.
ولم يقف القرآن الكريم عند هذا ، من إقرار حق العامل فى ثمرة عمله ، بل جعل لقرابة هذا العامل ، وذوى رحمه ، متعلّقا بهذه الثمرة ، يرثونها بعد موته .. فهم أولى الناس به ، وهو أحرص الناس على نفعهم ، وسوق الخير إليهم ..
ولهذا جاء قوله تعالى فى هذه الآية : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) مقررا هذا الحق للورثة فى قريبهم الذي ترك خيرا من بعده.
والمعنى : ولكل من الرجال والنساء الذين أشار إليهم سبحانه وتعالى بقوله : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) .. لكل من هؤلاء الرجال والنساء جعلنا لهم موالى ـ أي ورثة ـ يرثونهم ، فيما خلّفوا وراءهم من مال ومتاع ، وهذا ما أشار إليه سبحانه فى آيات المواريث أول هذه السورة : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً).
والمولى يطلق على معان كثيرة ، منها : القريب ، والناصر ، والمعين ، والسيد ،