قوله تعالى :
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ).
التي أحصنت فرجها ، هى مريم ابنة عمران .. ولم تذكر باسمها لأنها لم تكن من الأنبياء ، والمذكورون هنا جميعا أنبياء ، ومنهم ذو الكفل ـ كما أشرنا إلى ذلك من قبل ـ.
وقد ابتليت مريم بهذا الابتلاء ، الذي تكشّف عن نعمة سابغة ، وفضل عظيم ، لم يكن لأنثى غيرها ..
لقد حملت بنفخة من روح الله ، وجاءت بالمسيح عليهالسلام .. وذلك بعد أن مرّت بهذا الامتحان القاسي ، وواجهت من أهلها وقومها هذا الاتهام ، الذي لم يكن ليدفعه عنها ما عرفت به فى قومها من طهر لا يحوم حوله شك ، ومن عفة لا يطوف بها دنس .. ومع هذا فقد واجهت المحنة ، واحتملتها فى صبر ، مستسلمة لأمر الله ، راضية بحكمه ، وكان عاقبة أمرها أن كانت هى وابنها آية للعالمين ، تتجلّى فيها قدرة الله ، وما له فى عباده المخلصين من فضل وإحسان ..
لقد كانت هى آية من آيات الله ، إذ ولدت من غير أن تتصل برجل ، وكان ابنها آية من آيات ، الله إذ ولد بنفخة من روح الله ، من غير أب.
____________________________________
الآيات : (٩٢ ـ ١٠٤)
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ