صالحا وهو مؤمن ، تقبّل الله عمله ، وكتبه له .. وسيجزيه عليه الجزاء الأوفى ..
ـ وقوله تعالى : (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) هو قيد لقبول الأعمال الصالحة ، فلا يقبل من غير المؤمنين عمل وإن كان صالحا ، إذ لم يزكّه الإيمان بالله ، وكل عمل لا يزكّيه الإيمان بالله ، هو باطل ، لا وزن له.
قوله تعالى :
(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ).
هو بيان للوجه المقابل للمؤمنين ، وهو وجه الكافرين .. وقد جاء النظم القرآنى على هذا الأسلوب ، ليكشف عن حال هؤلاء المجرمين فى الدنيا ، والآخرة معا ..
فهم فى الدنيا معرّضون للهلاك ، الذي يعجّل للظالمين .. وهم فى الآخرة واقعون تحت عذاب الله ، مسوقون إليه ، يتمنّون أن يعودوا إلى الدنيا ، ليصلحوا ما أفسدوا .. ولكن هيهات .. هيهات ..
ـ وقوله تعالى : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) أي ومحكوم على أية قرية هلكت ألا يرجع أهلها مرة أخرى إلى الدنيا ، أو أن يفرّوا من هذا العذاب المعدّ لهم.
وفى التعبير عن الحكم بلفظ الحرام ، تأكيد لهذا الحكم ، وجعل عودتهم إلى الدنيا من المحرمات ، التي إن ارتكبها المجرمون ، فإنها لا تجىء من عند الله! تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا ، فكما كتب سبحانه على نفسه الرحمة ، حرّم سبحانه على نفسه أن يرجع الموتى إلى الدنيا مرة أخرى ، وإنما يبعثهم للحساب والجزاء.