رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١١٠) قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ(١١١) قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١١٢) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (١١٤) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (١١٥) قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦) قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١١٨) فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١١٩) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (١٢٠) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٢١) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(١٢٢)
____________________________________
التفسير :
وعلى نهج القرآن الكريم ، فى تنويع المعارض ، والانتقال بالناس من مشاهد الحياة الدنيا ، إلى مشاهد القيامة ، ثم العودة بهم إلى حيث هم في حياتهم الدنيا ، وما هم فيه من غفلة ، حيث تعرض عليهم الآيات والنذر ، ليكون لهم فيها عبرة ومزدجر ـ على هذا النهج ، جاءت قصة نوح وما بعدها من قصص الأنبياء مع أقوامهم ، ليرى فيها هؤلاء المشركون من أهل مكة ، بعد أن عادوا لتوهّم من مشاهد القيامة ، وما يلقى فيها أهل الضلال من عذاب ونكال .. لعلّ في هذا ما يفتح لهم طريقا إلى الهدى والإيمان ..
وفي قصة نوح صورة واضحة ، تجرى فيها الأحداث على نحو مماثل تماما لما يجرى بين النبيّ وقومه .. يدعوهم إلى الله ـ وهو أخوهم ـ فلا تعطفهم عليه عاطفة النسب والقرابة ، ولا ينكشف لأبصارهم شعاع من هذا النور