يأتوا بعشر سور من مثله ، فى أي معنى يرد على خواطرهم ، ولو كان من صيد الوهم والخيال .. (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ، قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ) (١٣ : هود).
وثالثة ..
وهي أن النبي ، صلوات الله وسلامه عليه ، كان يتلقى من جبريل كلمات ربه ، فيحمله الحرص على الإمساك بها أن يبادر بترديدها على لسانه ، قبل أن يفرغ جبريل من إلقاء ما أمر بإلقائه إليه ، وفي هذا يقول الله تعالى له : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) (١١٤ : طه) ويقول : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ .. إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (١٦ ـ ١٨ : القيامة) فأى شىء كان يقرؤه جبريل على النبي ، حتى يتّبع ما يقرؤه عليه؟ أكان معانى مجردة من ألفاظ؟ ثم هل يمكن أن يقوم المعنى مجردا من اللفظ الدال عليه ، الكاشف عن حقيقته؟. ، كيف؟ كيف؟
ورابعة ..
وهي أن هذا القرآن وصف بأنه كلام الله ، وذلك في أكثر من موضع فى القرآن نفسه.
فقال تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) (٦ : التوبة).
ويقول سبحانه : (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ) (١٥ : الفتح) ويقول سبحانه : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٧٥: البقرة).