وفي ظواهر الطبيعة ، وفي الكواكب والنجوم .. وفي كل ما يقع عليه النظر ، من قريب وبعيد ..
وفي كل شىء له آية |
|
تدل على أنه الواحد |
فإغفاله لهذه الآيات ، وعدم استنطاقها بما تحدّث به من جلال الخالق وعظمته ، هو تكذيب بها .. ولو نظر نظرا باحثا عن الحقيقة ، لآمن واهتدى ..
ومن جهة أخرى .. فإن الآية حديث إلى هؤلاء المشركين ، وعرض لما انتهى إليه أمر فرعون ، وأنه قد كذّب بالآيات التي عرضها عليه موسى ، فكان أن قال له : (أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى؟ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ!) (٥٧ ـ ٥٨ : طه).
ـ لما ذا لم يذكر القرآن فرعون وملأه ، واقتصر على الإشارة إليهم بقوله تعالى : (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا؟) ألا يمكن أن ينصرف هذا الوصف إلى غير فرعون وملائه ، كبني إسرائيل مثلا؟
والجواب ، من وجوه :
أولا : أن بني إسرائيل ، لم يدمّروا تدميرا ، حين آذوا موسى ، ومكروا به ، وعبدوا العجل من ورائه ، بل كان عقابهم أن صبّ الله عليهم اللعنة ، ومسخهم مسخا ، وهم أحياء.
وثانيا : أن هذا الوصف ، وهو التكذيب بآيات الله التي جاء بها موسى ، إنما كانت من فرعون وملائه ، وقد تحدّث عنها القرآن في غير موضع ، تفصيلا ، وإجمالا .. ومن هنا كان هذا الوصف علما على فرعون وملائه ، لا يشاركهم أحد فيه ، فى هذا الموقف.