أخرى من تحت الكتابة الحديثة ، وفيها قراءة متروكة وشاذة لأحد الصحابة لا يقرأ بها المسلون اليوم؟ فما يعني طرح هكذا أقوال من قبل باحثين في الاثار لا علماء في الدين؟
باعتقادي أنّ بعض هؤلاء الباحثين قد استغلوا تخصصهم التراثي للمساس بأعظم كتاب على وجه الأرض الا وهو القرآن الكريم ، لكن وحدة النص القرآني ، وتكثر وجوده في جميع البلاد ، وبخطوط مختلفة ، وعند جهات متعددة وعلى مر القرون ، فندت اطروحاتهم الخائنة للمساس بالقرآن الكريم.
إنّ بحوث رخيصة وتشكيكات واهية من قبل هذا أو ذاك لا يخدش بعظمة القرآن وإصالته ، كما أنّ توقفنا وعدم بتنا بكون هذه النسخة أو غيرها هي نسخة الإمام أمير المؤمنين أو لا ، لا يخدش في قيمة المخطوطة التراثية الموجودة عند هذه الجهة أو تلك او في هذا البلد او ذاك.
ومن خلال كلّ ما تقدم عرفنا أهمية العمل التراثي وضرورة لزوم الحذر ممن يعتقون النسخ قديماً أمثال الدانيالي وممن يثيرون الشبه حديثاً كبعض المستشرقين والباحثين التراثيين الموجودين هنا وهناك.
المهم هو : أنّنا نعتزّ بهذا المصحف الشريف الموجود في الخزانة الغروية ، ونتبرك به ، لكونه أولاً هو كلام الله المجيد ، وثانياً لانتسابه إلى أمير المؤمنين علي ، وثالثاً لأنّه نص تراثي قديم يؤكّد وحدة النص القرآني عبر اجيال متعاقبة ، وهو ليس باقل من التبرك بالشبّاك الفضيّ لضريحه الطاهر والأبواب والجدران والستائر لحرمه الشريف.