السلطان فتح علي شاه القاجاري عليه مشبّكاً من الفضة الخالصة ، ويوجد على قبره نصف قرآن بقطع البياض بالخطّ الكوفي الجيد على ورق من رقّ الغزال ، ونصفه الآخر بذلك الخطّ في مكتبة الرضا عليهالسلام ، وفي آخره : (كتبه علي بن أبو طالب) ، فلذلك كان الاعتقاد بأنّه خطّه عليهالسلام ، وأورد بعض أنّ مخترع علم النحو لا يكتب المجرور مرفوعاً.
والذي ببالي أنّ غير واحد من النحاة ، وأهل العربية صرّح : بأنّ الأب والإبن إذا صارا علمين يعامل معهما الأعلام الشخصية في أحكامها ، وصرّح بذلك صاحب (التصريح).
وقال أبو البقاء في آخر كتابه (الكلّيات) : ومما جرى مجرى المثل الذي لا يغيّر : (علي بن أبو طالب) حتّى ترك في حالي النصب والجر على لفظه في حالة الرفع؛ لأنّ اشتهر في ذلك ، وكذلك معاوية بن أبي سفيان ، وأبو أمية ، انتهى.
وظني القوي : أنّ القرآن بخطّ علي عليهالسلام لا يوجد إلّا عند الحجّة (١) صلوات الله عليه ، وأنّ القرآن المُدعى كونه بخطّه عليهالسلام هو علي بن أبي طالب المغربي ، وكان معروفاً بحسن الخط الكوفي ، ونظير هذا القرآن بذلك الرقم بعينه يوجد في مصر في مقام رأس الحسين عليهالسلام ، كما ذكرنا : أنّه كان يوجد نظيره أيضاً في المرقد العلوي المرتضوي ، وأنّه احترق فيما احترق (٢).
__________________
(١) نعم ذلك هو المصحف الوقائعي الذي وضحناه هنا وفي كتابنا جمع القرآن وهو غير قرآن التلاوة الذي نحن بصدد بيانه هنا.
(٢) تحفة العالم في شرح خطبة المعالم ٢ : ٥٥.