بن عبد الملك الأنصاري ، أخرج إلينا مصحفاً وقال : هو مصحف أُبيّ ، رويناه عن آبائنا ، فنظرت فيه فاستخرجت أوائل السور وخواتيم الرسل وعدد الآي ، فأوّله فاتحة الكتاب ، البقرة ، النساء ، آل عمران ، الأنعام ، الأعراف ، المائدة التي التبست وهي يونس ... (١)
وهذا النص هو الآخر يشير إلى وجود مصحف أُبيّ في البصرة وأنّه كُتب حسب ترتيب المصحف الرائج اليوم بين أيدي المسلمين ، وأنّ ابن شاذان قد شاهده هناك.
كلّ ذلك يؤكّد بأنّ اختلاف ترتيب مصاحف الصحابة إن كان ـ فهو لا يضرّ بأصل القرآن ، وقد كان ذلك طبيعياً في الصدر الأوّل الإسلاميّ ، وهو دليل على عدم توقيفية ترتيب السور في القرآن لا غير.
وبذلك فقد عرفت بأنّ غالب النصوص تشير إلى وحدة ترتيب القرآن عند الصحابة وإن شوهد اختلاف فلا ضير.
ثالثاً : إنّ خبر اليعقوبي لايتّفق مع ما رواه ابن الضريس الذي مرّ آنفاً ، لأنّ ترتيب الاجزاء السبعة ـ التي ذكرها اليعقوبي ـ لا يتّفق مع ترتيبه (كما اُنزل ، الأوّل فالأوّل) ، إذن فماذا تعني تلك الجملة؟ قد يكون جوابه فيما سيأتي.
رابعاً : لا يُستبعد أن تكون النصوص المُستدلّ بها على اختلاف ترتيب مصحف الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام مع مصحف عثمان ، وما جاء في كلام
__________________
(١) الفهرست : ٤٠.