وجاء عن عائشة أنّها قالت في آية : إنّ الكاتب قد أخطأ ، وفي آخر عنها : أكلته الشاة.
وقبل كلّ ذلك روي عن عمر أنّه قال بسقوط آية الرجم الشيخ والشيخ من القرآن ولو أمكنه لأضافها فيه لقوله : «لكتبتها بيدي» إلى غيرها من النصوص المشيرة على وقوع النقيصة في القرآن ، وهي مقولة خطيرة لا نقبلها ونردّها ، وقد أكّدنا على بطلانها في كتابنا «جمع القرآن».
نعم انهم بمنهجيتهم الخاطئة هذه كانوا يوصلون الامة إلى تحريف القرآن لكن الله صان كتابه العزيز بإقراء الرسول امته القرآن على مكث بحيث لا يمكن لأحد أن يزيد أو ينقص فيه.
إذن القرآن المتلو قد تعهّد بجمعه ربّ العالمين عن طريق رسوله (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) ، وأنّ رسول الله وجبريل قد أشرفا على ترتيبه وضبطه وإقرائه للأمّة (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ) ، ثمّ أرشد رسول الله الأمّة إلى رجال معدودين من أصحابه يعرفون القراءة الصحيحة ويقرؤونه (كما أُنزل) مثل : ابن مسعود ، والإمام علي ، وأبي بن كعب ، وهذا ما سنوضّحه في الصفحات اللاحقة ، وأنّ وجود أمثال هذه الصحابة بين الأمّة هو الذي وقف أمام التحريف لا ما قالوه عنهم بأنّ أحد هؤلاء كان يريد أن يحك المعوذتين والآخر له قرآن غير قرآن المسلمين ، وثالث هو أقرء للمنسوخ ، إنّ هذه الأقوال هي تعريضية بالصحابة يريدون به السمو بضبع عثمان على حساب النيل من الآخرين.