سورة البقرة (١) أو : الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه (٢).
ومعناه : وجود مصاحف مرتّبة الآيات والسور في عهده صلىاللهعليهوآله. ولعلّ قول رسول الله في التأكيد على الحِفاظ على (المصحف) والتلاوة فيه جاء لإثبات وجوده على عهده ـ في الصدور والسطور معاً ـ ، فقال صلىاللهعليهوآله : لا تأخذوا المصحف إلى أرض العدو (٣). أو قال : من قرأ القرآن في المصحف كانت له ألف حسنة (٤). أو قال : لا تمسَّ المصحف وأنت غير طاهر (٥) وأمثال ذلك.
نعم ، أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص سَمّى ما جمعه على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله قرآناً ، وهو يعلم علم اليقين بأنّ ما جمعه ليس هو جميع القرآن ، لأنّ الوحي لم ينتهِ نزوله بعدُ على رسول الله ، ولم يحصل العرض الأخير ، فقال : جمعت القرآن فقرأت به كلّ ليلة ، فبلغ النبيَّ ذلك فقال : إقرأ به في كلّ شهر (٦).
وبهذا فقد عرفت بأنّ كل هذه النصوص تؤكّد بأنّ القرآن (المنزل) قد ضُبط ورُتّب واُقْرِأ على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله شيئاً فشيئاً ، وأنّه يرتبط بالله أولاً ، وبجبرئيل الأمين والصادق الأمين «محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله» ثانياً وبأمير المؤمنين علي عليهالسلام
__________________
(١) الكشاف ١ : ٣٥٠ ، تفسير القرطبي ١ : ٦١.
(٢) صحيح البخاري ٤ : ١٩١٤ / ٤٧٢٢.
(٣) انظر صحيح البخاري ٣ : ١٠٩٠ / ٢٨٢٨ ، صحيح مسلم ٣ : ١٤٩٠ / ١٨٦٩.
(٤) انظر المعجم الكبير للطبراني ١ : ٢٢١ / ٦٠١ ، وعنه في البرهان ١ : ٤٦٢.
(٥) كنز العمال ١ : ٣٠٩ / ٢٨٧٤ ، عن أبي داود في المصاحف.
(٦) سنن ابن ماجة ١ : ٤٢٨ / ١٣٤٦ ، مصنف عبد الرزاق ٣ : ٣٥٥ / ٥٩٥٦ ، صحيح ابن حِبّان ٣ : ٣٣ / ٧٥٦.