القرآن على عهده صلىاللهعليهوآله لاستمرار نزول الوحي على رسول الله حتى آخر لحظة من حياته (١) ، وإذا كان فهي صحف متفرّقة الآيات والسور دون ترتيب (٢) وأنّ الذي جعلها مرتبة السور والآيات في مصحف واحد هو زيد بن ثابت بأمر أبي بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب (٣) بعد وفاة رسول الله.
قالوا ذلك ، في حين أنّ النصوص القرآنية والروائية الأخرى تؤكّد بطلان هذا القول ، كما تؤكّد بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يرشد أصحابه إلى أماكن الآيات في السور ، فيقول : ضعوا الآية الفلانية في المكان الفلاني من السورة الفلانية (٤) ، أو : بين آيتي الربا والدين (٥) ، أو : أتاني جبرئيل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى) فجعلت في سورة النحل بين آيات الاستشهاد وآيات العهد (٦) ، أو ماجاء في قول جبرئيل : ضعوا كذا في موضع كذا (٧) ، أو : يا محمد ، ضعها في رأس ثمانين ومائتين من
__________________
(١) انظر فتح الباري ١٩ : ١٢ على سبيل المثال.
(٢) مناهل العرفان ١ : ١٧٤ ، ١٨٣.
(٣) انظر صحيح البخاري ٤ : ١٧٢٠ / ٤٤٠٢.
(٤) البرهان للزركشي ١ : ٢٤١.
(٥) الاتقان ١ : ١٧١ / ٨١٠ ، أسرار التكرار في القرآن : ٢٣.
(٦) تفسير ابن كثير ٢ : ٥٨٤ ، الاتقان ١ : ١٦٨ / ٧٨٢.
(٧) مناهل العرفان ١ : ١٧٢ ، الاتقان ١ : ١٦٩ / ٨٠١ ، وكذا في البرهان ١ : ٢٥٦.