ما أُنزل من اللوح المحفوظ ، وبذلك يكون ترتيب (النزول = الوقائع) يختلف عن ترتيب (القراءة والكتابة والتلاوة) ، لأنّ الترتيب الثاني ـ أي الآيات في السور ـ يجب أن يتفق مع اللوح المحفوظ ويمر من خلال تصويب : الملك جبرئيل ، والصادق الأمين «محمّد» صلىاللهعليهوآله له ، فلا يجوز قراءة شيء منه في الصلاة إلّا بعد إقراره وتثبيته من قبل رب العالمين على أنّه صار قرآناً (فَإِذَا قرآناهُ فَاتَّبِعْ قرآنهُ) فكلمة (قرآنهُ)هنا يختلف عن (قُرآنه) هناك ومعناه هنا (فَاتَّبِعْ قرآنهُ) تلاوة وقراءة وأحكاماً يختلف أمّا إذا لم يُقرَّر من قبله سبحانه ، لعدم نزول بعض الآيات في السورة المراد تقريرها وإقراؤها لعدم وقوع الواقعة ، فلا يسمح بتلاوتها في الصلاة أو تثبيتها في المصاحف (١) ، أمّا إذا كملت السورة وقُرّرَت من قبل ربّ العالمين ، فكان صلىاللهعليهوآله يسمح بتلاوتها في الصلاة وكتابتها في المصحف.
المصاحف على عهد رسول الله حقيقة لا خيال
وهذا الكلام يؤكّد وجود مصاحف ناقصة على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بل قل وجود مصاحف كاملة إلى ذلك الحين (٢) ، خلافاً لما أشاعوه من عدم إمكان جمع
__________________
(١) (وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ).
(٢) في الطبقات ٨ : ٤٥٧ أن رسول الله كان يزور أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث ويسمّيها الشهيدة ، وكانت قد جمعت القرآن.
وحكى الدكتور عبد الصبور شاهين في كتابه تاريخ القرآن : ١٦٠ نقلاًَ عن رسالة شواذ القراءة للكرماني بأنّ لحمزة بن عبد المطلب ـ عم رسول الله ـ مصحفاً.