بالوصي علي بن أبي طالب عليهالسلام لا بغيرهم كما يقولون.
القرآن بين التعبد بالنص والاجتهاد بالرأي!
فإذا كان الصادق الأمين لا يمكنه أن يستعجل بتلاوة القرآن قبل تقرير الباري جلّ وعلا ، فكيف يرضى سبحانه بما قالوه عن جمع القرآن بشاهدَين غير معصومَين وفي زمن الفتنة ـ التي لا يأخذون بأحاديثها ـ على وجه الخصوص؟
بل كيف يجيز الباري قراءة القرآن بأيّ شكل كان على أن لا يجعل آية رحمة آية عذاب! بدعوى أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف على نحو هَلمّ
وتَعال وأقبل وأذهب وأسرع وعجل (١)!! والمؤلّفون اليوم يستاؤون من وجود الأخطاء الطباعية في كتبهم ، فضلاً عن نسبة أشياء إليهم لم يقولوها إنما ما قالوه وادعوه هو استهزاء بالقرآن الكريم الذي هو (لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ).
وبذلك يكون معنى كلامنا أنّ الآيات والسور النازلة على رسول الله في النزول الدفعي (إيحاءً) هي قيد التنفيذ حتّى تصير قرآناً عند المسلمين (إقراءً) كما مرّ عليك سابقاً ما جاء في سورة القيامة (٢).
وبتعبر آخر : إنّ القرآن أُلّف على شكل حوليات بمعنى إنّ الآيات النازلة من رمضان إلى رمضان في قضايا مختلفة كانت تؤلّف كلّ عام طبقاً لما في اللوح المحفوظ وهو معنى قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقرآنهُ) أي إنّ علينا تأليفه طبق
__________________
(١) انظر البرهان للزركشي ١ : ٢٢١ ، شرح مشكل الآثار ٨ : ١٢٧.
(٢) سورة القيامة : ١٦ ـ ١٨.