المهم أنّ القرن الهجري الأوّل قد انقضى وتنقيط المصاحف لم يزل محدود الاستعمال ، وأنّ بعض الصحابة والتابعين كانوا يكرهونه ، أمثال : ابن عمر (ت ٧٣ هـ) (١) وابراهيم النخعي (ت ٩٦ هـ) (٢) والحسن البصري (٣) وابن سيرين (٤) (توفيا١١٠ هـ) وقتادة (ت ١١٧ هـ) (٥) ، وعليه فإنّ القول بوجود التنقيط لا يعني التشكيك في نسبة هذه النسخة أو تلك إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام أو إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله أو إلى الصحابي فلان بن فلان أو فلان بن فلان.
فقد يمكن أن يقال في الجواب : بأنّ النقطة الحمراء الإعرابية المضافة الى النسخة أو الزخرفة والتشكيل هي من وضع المتأخّرين وإضافاتهم حقاً ، وانّها لم تكن في الأصل ، لكنها لا تنافي أن تكون مع ذلك النسخة قديمة أيضاً ، لأنّ الإضافات هي حديثة.
وكذا الحال بالنسبة إلى نقط الإعجام و «نقط الإعجام رغم أنّ النقوش العربية الجاهلية خالية من أي أثر له فإنّ بعض علماء السلف ذهبوا إلى أنّه قديم» (٦).
وقال صاحب (كشف الظنون) عن النقط والإعجام : إلّا أنّ الظاهر أنّهما
__________________
(١) نقط المصاحف : ١٠.
(٢) الاتقان ٢ : ٤٥٤ / ٦٢١٥ ، ٦٢١٨ ، نقط المصاحف : ١١.
(٣) نقط المصاحف : ١١.
(٤) احياء العلوم ١ : ٢٧٧.
(٥) نقط المصاحف : ١٠.
(٦) رسم المصحف : ٤٦٨.