روى الواحدي عن عبد الله بن عمر قال : «نزلت (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) ، وأبو بكر الصديق قاعد ، فبكى أبو بكر ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما يبكيك يا أبا بكر؟! قال : أبكاني هذه السورة.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لو أنكم لا تخطئون ، ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون ، ويذنبون ، فيغفر لهم».
الآيتان : ٧ ـ ٨. قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : «لما نزلت (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) الآية».
كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوا ، وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير : الكذبة ، والنظرة ، والغيبة ، وأشبه ذلك ، ويقولون : إنما أوعد الله النار على الكبائر ، فأنزل الله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
وروى الواحدي عن مقاتل : «نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة ، والكسرة ، والجوزة ، ويقول ما هذا شيء ، وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبّه. وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير : الكذبة ، والنظرة ، والغيبة ، ويقول : ليس عليّ من هذا شيء ، وانما أوعد الله بالنار على الكبائر ، فأنزل الله تعالى يرغبهم في القليل من الخير ، فإنه يوشك أن يكثر ، ويحذرهم اليسير من الذنب ، فإنه يوشك أن يكثر».