الفصل الثاني
خصوص اللفظ وخصوص السبب
وهذا يعني : أن النزول القرآني جاء بلفظ الخصوص ، وفي سبب خاص ، أي أن الآية القرآنية نزلت بلفظ خاص ، وكان سببها خاصا.
فالعبرة تكون لخصوص اللفظ ، وخصوص السبب معا.
ويتناول حكم الآية فقط السبب الذي نزلت فيه ، ولا يتعداه إلى غيره من الأسباب.
وبعبارة أخرى : إذا اتفق ما نزل من القرآن مع السبب في الخصوص حمل الخاص على خصوصه ، أي حمل الحكم على الخصوص.
أمثلة :
١ ـ قوله تعالى في أبي بكر الصديق :
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ، الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ، وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ، وَلَسَوْفَ يَرْضى) (الليل : ١٧ ـ ٢١)
فاللفظ في الآية نزل بصيغة الخصوص ، وهو الأتقى.
وسبب نزول الآية في أبي بكر ، حيث تصدق بأمواله ، وهو سبب خاص ، فالعبرة لخصوص اللفظ والسبب معا ـ وحكم الآية خاص بأبي بكر ، ولا يتعداه إلى غيره ، واللفظ الذي أفاد الخصوصية هو الأتقى ـ وأل فيه هي العهدية ، حيث أن الأتقى معهود في الذهن بين الصحابة أنه أبو بكر الصديق ، وأل العهدية تفيد الخصوص ، وليس العموم.
وهذا على العكس من أل الاستغراقية ، فهي التي تفيد العموم مثل : ال الموصول ، وأل التي تأتي في معرفة جمع ، مثل المؤمن ، الصالح ،