(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ ، وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ ، وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) (البقرة : ٢٠٤ ـ ٢٠٦)
قال السّدّي : نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي ، وهو حليف بني زهرة ، اقبل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأعجب النبي صلىاللهعليهوسلم ذلك منه ، وقال : إنما جئت أريد الإسلام ، والله يعلم اني لصادق ، وذلك قوله تعالى : (وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ).
ثم خرج من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فمر بزرع لقوم من المسلمين ، وحمر ، فأحرق الزرع ، وعقر الحمر ، فأنزل الله فيه : (وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ) (١).
فلفظ الآية نزل بصيغة العموم ، وهو : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ).
والسبب الذي نزلت فيه خاص ، وهو قصة الأخنس بن شريق الثقفي المنافق الذي تظاهر بالإسلام ، وأبطن الكفر.
فالعبرة في هذه الآية لعموم اللفظ لا لخصوص السبب ، وحكم الآيات يتعدى السبب الذي نزلت فيه إلى غيره من الأسباب المناظرة.
٥ ـ آية الايمان التي نزلت في صهيب الرومي ، (رضي الله عنه).
قال تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (البقرة : ٢٠٧)
__________________
(١) الواحدي : أسباب النزول ، ص : ٣٩.