فهذه الصيغة غير صريحة في السببية.
أما النص الصريح في تفسير سبب نزول الآية ، فقد ورد عن جابر.
«قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من خلفها في قبلها جاء الولد أحول ، فنزلت (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)» (١).
فهذه الصيغة صريحة في السببية ، وبذلك يعتمد عليها في تفسير سبب نزول الآية ، أما صيغة ابن عمر فهي غير صريحة في السببية ، فلا يعتد بها ، ويحمل قوله : على أنه تفسير ، أو استنباط.
ويقول السيوطي : فالمعتمد حديث جبير ، لأنه نقل ، وقول ابن عمر استنباط.
ثالثا : إذا كانت صيغ الروايات كلها صريحة ، ولكن إحداهما صحيح ، والآخر غير صحيح ، فالمعتمد هو الرواية الصحيحة.
فأحيانا ترد صيغ ، ونصوص اسنادها صحيح ، وأخرى اسنادها غير صحيح ، فنأخذ في هذه الحالة بالصيغة التي اسنادها صحيح ، ومن البداهة أن يؤخذ بالرواية الصحيحة في تفسير سبب النزول.
مثال : فالنص الصحيح في تفسير سبب نزول الآية : ما
أخرجه الشيخان ، وغيرهما عن (جندب البجلي) قال : «اشتكى النبي صلىاللهعليهوسلم فلم يقم ليلتين ، أو ثلاثا ، فأتته امرأة ، فقالت : يا محمد ، ما أرى شيطانك إلا قد تركك لم يقربك ليلتين ، أو ثلاثا ، فأنزل الله : (وَالضُّحى ، وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى).
والنص غير الصحيح في تفسير سبب نزول الآية : ما
أخرجه الطبراني ، وابن أبي شيبة عن حفص بن ميسرة عن أمه عن أمها ـ وكانت خادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّ جزوا دخل بيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فدخل تحت السرير
__________________
(١) أخرجه البخاري.