متفق على شهوده بدرا. وقال علي : إنه استشهد باليمامة ، وأسند ابن إسحاق من طريق يزيد بن السكن ـ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما التحم القتال ذبّ عنه مصعب بن عمير ـ يعني يوم أحد ، حتى قتل وأبو دجانة سماك بن خرشة حتى كثرت فيه الجراحة. وقيل : إنه ممن شارك في قتل مسيلمة.
وثبت ذكره في الصحيح لمسلم ، من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ـ أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال : «من يأخذ هذا السّيف بحقّه»؟ (١). فأخذه أبو دجانة فغلق به هام المشركين.
وأخرج الدّولابيّ في «الكنى» ، من طريق عبيد الله بن الوازع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : قال الزبير بن العوام : عرض النبي صلىاللهعليهوسلم يوم أحد سيفا فقال : من يأخذ هذا السّيف بحقّه»؟ فقام أبو دجانة سماك بن خرشة ، فقال : أنا. فما حقه؟ قال : «لا تقتل به مسلما ولا تفرّ به من كافر»(٢).
٩٨٦٧ ـ أبو الدّحداح الأنصاري (٣) : حليف لهم.
قال أبو عمر : لم أقف على اسمه ولا نسبه ، أكثر من أنه من الأنصار حليف لهم.
وقال البغويّ : أبو الدحداح الأنصاري ولم يزد. وروى أحمد والبغوي والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ـ أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، إن لفلان نخلة ، وأنا أقيم حائطي بها ، فأمره أن يعطيني حتى أقيم حائطي بها. فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «أعطه إيّاها بنخلة في الجنّة» (٤). فأبى ، قال : فأتاه أبو الدحداح فقال : بعني نخلتك بحائطي. قال : ففعل ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله ابتعت النخلة بحائطي ، فاجعلها له فقد أعطيتكها. فقال : «كم من عذق ردّاح (٥) لأبي الدّحداح في الجنّة» ـ قالها مرارا. قال : فأتى
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٢٣ ، وابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ٢٠٦ ، ١٤ / ٤٠١ والحاكم في المستدرك ٣ / ٢٣٠ عن الزبير بن العوام بزيادة من أوله وآخره ... الحديث قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في الزوائد ٦ / ١١٢ ، ٩ / ١٢٧ والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٠٩٧٢ ، ١٠٩٧٣ والبيهقي في دلائل النبوة ٣ / ٢٣٢.
(٢) أورده الدولابي في الأسماء الكنى ١ / ٦٩.
(٣) الثقات ٣ / ٤٥٤ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٦٣ ، بقي بن مخلد ٦٧٤.
(٤) أخرجه ابن حبان في صحيحه حديث رقم ٢٢٧١ قال الهيثمي في الزوائد ٩ / ٣٢٧ رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.
(٥) الرداح : الثقيل انظر اللسان ٣ / ١٦٢٠.