الإصابة في تمييز الصحابة [ ج ٧ ]

البحث

البحث في الإصابة في تمييز الصحابة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الإصابة في تمييز الصحابة [ ج ٧ ]

تجارتكم (١) إلى الشام؟ فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه ، فأكبّ العباس عليه.

وعند مسلم من طريق عبد الله بن الصامت عن أبي ذرّ في قصة إسلامه : وفي أوله : صليت قبل أن يبعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم حيث وجّهني الله ، وكنا نزلا مع أمّنا على خال لنا ، فأتاه رجل ، فقال له : إن أنيسا يخلفك في أهلك ، فبلغ أخي ، فقال : والله لا أساكنك ، فارتحلنا ، فانطلق أخي ، فأتى مكة ، ثم قال لي : أتيت مكة فرأيت رجلا يسمّيه الناس الصابئ هو أشبه الناس بك. قال : فأتيت مكة فرأيت رجلا ، فقلت : أين الصابئ؟ فرفع صوته عليّ فقال : صابئ صابئ! فرماني الناس حتى كأني نصب (٢) أحمر ، فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها ، ولبثت فيها بين خمس عشرة من يوم وليلة ما لي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم ، قال : ولقينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وقد دخلا المسجد ، فو الله إنّي لأوّل الناس حيّاه بتحية الإسلام ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله. فقال : «وعليك السّلام ورحمة الله. من أنت؟» فقلت : رجل من بني غفار ، فقال صاحبه : ائذن لي يا رسول الله في ضيافته الليلة ، فانطلق بي إلى دار في أسفل مكة ، فقبض لي قبضات من زبيب ، قال : فقدمت على أخي فأخبرته أني أسلمت ، قال : فإنّي على دينك ، فانطلقنا إلى أمنا فقالت : فإنّي على دينكما. قال : وأتيت قومي فدعوتهم. فتبعني بعضهم.

وروينا في قصة إسلامه خبرا ثالثا تقدمت الإشارة إليه في ترجمة أخيه أنيس ، ويقال : إن إسلامه كان بعد أربعة ، وانصرف إلى بلاد قومه ، فأقام بها حتى قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة ، ومضت بدر وأحد ، ولم تتهيأ له الهجرة إلا بعد ذلك ، وكان طويلا أسمر اللون نحيفا.

وقال أبو قلابة ، عن رجل من بني عامر : دخلت مسجد مني فإذا شيخ معروق آدم ، عليه حلّة قطري (٣) ، فعرفت أنه أبو ذر بالنعت.

وفي مسند يعقوب بن شيبة ، من رواية سلمة بن الأكوع ـ أنّ أبا ذر كان طويلا.

وأخرج الطّبرانيّ من حديث أبي الدرداء قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبتدئ أبا ذر إذا حضر ، ويتفقده إذا غاب.

__________________

(١) في أتجاركم.

(٢) النصب : هي الآلهة التي كانت تعبد من الأحجار اللسان ٦ / ٤٤٣٥.

(٣) هو ضرب من البرود فيه حمرة ، ولها أعلام فيها بعض الخشونة ، وقيل : هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين ، وقال الأزهريّ : في أعراض البحرين قرية يقال لها : مطر ، وأحسب الثياب القطرية نسبت إليها فكسروا القاف للنسبة وخففوا. النهاية ٤ / ٨٠.