سريره ، وقال : أنت قتلت ابن سميّة؟ قال : نعم. قال : كيف صنعت؟ قال : فعلت كذا وكذا حتى قتلته ، فقال الحجاج : يا أهل الشام ، من سره أن ينظر إلى رجل طويل الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا ، ثم سارّه أبو الغادية ، فسأله شيئا ، فأبى عليه ، فقال أبو الغادية : نوطئ لهم الدنيا ثم نسألهم منها فلا يعطوننا ، ويزعم أني طويل الباع يوم القيامة ، أجل ، والله إن من ضرسه مثل أحد ، وفخذه مثل ورقان (١) ، ومجلسه ما بين المدينة والرّبذة لعظيم الباع يوم القيامة.
قلت : وهذا منقطع ، وأبو معشر فيه تشيع مع ضعفه ، وفي هذه الزيادة تشنيع صعب ، والظنّ بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأوّلين ، وللمجتهد المخطئ أجر ، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس ، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى.
١٠٣٧٢ ـ أبو الغادية المزني (٢) :
فرّق غير واحد بينه وبين الجهنيّ ، وخالفهم ابن سعد ، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة : أبو الغادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى : أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله إلا قوله : وله صحبة. وقال ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات : أبو الغادية المزني يسار بن سبع يروي المراسيل.
قلت : وتسميته بذلك غلط ، إنما هو اسمه الجهنيّ.
وأخرج تمّام في فوائده ، من طريق مساور بن شهاب بن مسرور بن سعد بن أبي الغادية ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده سعد ، عن أبيه ، قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم في جماعة من الصحابة فمرّت به جنازة ، فسأل عنها ، فقالوا : من مزينة ، فما جلس مليّا حتى مرت به الثانية ، فقال : ممّن؟ قالوا : من مزينة ، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة ، فقال : ممن؟ قالوا : من مزينة. فقال : «سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد» ... الحديث.
قال ابن عساكر بعد تخريجه : غريب ، لم أكتبه إلا من هذا الوجه ، والراجح أن المزني غير الجهنيّ ، لكن من قال : إن المزني هو قاتل عمار فقد وهم.
١٠٣٧٣ ـ أبو الغادية : غير مسمى ولا منسوب.
__________________
(١) ورقان : بالفتح ثم الكسر والقاف وآخره نون : بوزن طربان ويروى بسكون الراء وهو جبل أسود بين العرج والرّويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة ينصب ماؤه إلى رئم وهو جبل تهامة. انظر :
مراصد الاطلاع ٣ / ١٤٣٤.
(٢) أسد الغابة ت ٦١٤٨ من الاستيعاب ت ٣١٥٥.