شرح الكلمات :
(يَأْكُلُونَ الرِّبا) (١) : يأخذونه ويتصرفون فيه بالأكل في بطونهم ، وبغير الأكل والربا هنا ربا النسيئة وحقيقته أن يكون لك على المرء دين فإذا حل أجله ولم يقدر على تسديده تقول له : أخر وزد فتؤخره أجلا وتزيد في رأس المال قدرا معينا ، هذا هو ربا الجاهلية والعمل به اليوم في البنوك الربوية فيسلفون المرء مبلغا الى أجل ويزيدون قدرا آخر نحو العشر أو أكثر أو أقل والربا حرام بالكتاب والسنة والإجماع وسواء كان ربا فضل (٢) أو ربا نسيئة.
(لا يَقُومُونَ) : من قبورهم يوم القيامة.
(يَتَخَبَّطُهُ (٣) الشَّيْطانُ) : يضربه الشيطان ضربا غير منتظم.
(مِنَ الْمَسِ) (٤) : المس الجنون ، يقال : بفلان مسّ من جنون.
(مَوْعِظَةٌ) : أمر أو نهي بترك الربا.
(فَلَهُ ما سَلَفَ) : ليس عليه أن يرد الأموال التي سبقت توبته.
(يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا) : أي يذهبه شيئا فشيئا حتى لا يبقى منه شيء كمحاق القمر آخر الشهر.
(وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) : يبارك في المال الذي أخرجت منه ، ويزيد فيه ، ويضاعف أجرها أضعافا كثيرة.
(كَفَّارٍ أَثِيمٍ) : الكفار : شديد الكفر ، يكفر بكل حق وعدل وخير ، أثيم : منغمس في الذنوب لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا ارتكبها.
__________________
(١) الربا : لغة الزيادة وشاهده الحديث : «والله ما أخذنا من لقمة إلّا ربا من تحتها» أي الطعام وعبّر عن الأخذ بالأكل لأن الأخذ يراد للأكل غالبا ، وكل حرام قد يطلق عليه الربا تجوّزا.
(٢) ربا الفضل بيانه في حديث مسلم : «الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبرّ بالبرّ والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى الآخذ والمعطي سواء» وقال صلىاللهعليهوسلم في حديث آخر : «فإذا اختلفت الأجناس فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد».
(٣) يقال خبطه وتخبطه كملكه وتملّكه ، وعبده وتعبّده ، والتخبط : الضرب في غير استواء ومنه قولهم خبط عشواء.
(٤) أصل المسّ : اللّمس باليد ، ومن مسّه الشيطان اختلط عقله وأصبح يصيح بسبب مس الشيطان له فيقال : فلان يصرع من الجنّ أي من مسّ الجنّ له ، والشيطان من الجنّ ، فالمرابي يقوم يوم القيامة من قبره كالمجنون أي الذي به مسّ الجن يصرع صرعه.