استواؤه تعالى على عرشه. (١)
٤ ـ انحصار الخلق كلّ الخلق فيه تعالى فلا خالق إلا هو ، والأمر كذلك فلا آمر ولا ناهي غيره. هنا قال عمر : من بقي له شىء فليطلبه إذ لم يبق شىء ما دام الخلق والأمر كلاهما لله.
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٥٥) وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦))
شرح الكلمات :
(ادْعُوا رَبَّكُمْ) : سلوه حوائجكم الدنيوية والأخروية فإنّه ربّكم فلا تستحيوا من سؤاله.
(تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) : أي حال كونكم ضارعين متذللين مخفي الدعاء غير رافعين أصواتكم به.
(الْمُعْتَدِينَ) : أي في الدعاء وغيره والاعتداء في الدعاء أن يسأل الله ما لم تجر سنته بإعطائه أو إيجاده أو تغييره كأن يسأل أن يكون نبيا أو أن يرد طفلا أو صغيرا ، أو يرفع صوته بالدعاء.
(وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) : أي بالشرك والمعاصي بعد إصلاحها بالتوحيد والطاعات.
(الْمُحْسِنِينَ) : الذين يحسنون أعمالهم ونياتهم ، بمراقبتهم الله تعالى في كل أحوالهم.
معنى الآيات :
لما عرّف تعالى عباده بنفسه وأنه ربهم الحق وإلههم ، وأنه الخالق الآمر المتصرف بيده كل شىء أمرهم إرشادا لهم أن يدعوه ، وبين لهم الحال التي يدعونه عليها ، ليستجيب لهم
__________________
(١) من أحسن ما يؤثر في مسألة الاستواء قول مالك رحمهالله تعالى إذ قال : الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة ، ويروى مثله عن أم سلمة رضي الله عنها.