الجزء الثالث عشر
(وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣) وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (٥٤) قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥) وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٥٧))
شرح الكلمات :
(لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) : أي كثيرة الأمر والسوء هو ما يسيء إلى النفس البشرية مثل الذنوب.
(إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي) : أي إلا من رحمهالله فإن نفسه لا تأمر بالسوء لطيبها وطهارتها.
(أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) : أجعله من خلصائي من أهل مشورتي وأسراري.
(مَكِينٌ أَمِينٌ) : أي ذو مكانة تتمكن بها من فعل ما تشاء ، أمين مؤتمن على كل شيء عندنا.
(خَزائِنِ الْأَرْضِ) : أي خزائن الدولة في أرض مصر.
(إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) : أي أحافظ على ما تسنده إليّ واحفظه ، عليم بتدبيره.
(يَتَبَوَّأُ) : أي ينزل ويحل حيث يشاء بعد ما كان في غيابة الجب وضيق السجن.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث على يوسف عليهالسلام فقوله تعالى : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) هذا من قول يوسف عليه (١)
__________________
(١) على ما رجحته في التفسير. وعلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم فهو من قول امرأة العزيز.