شرح الكلمات :
(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) : نحروها بعد أن عقروا قوائمها أي قطعوها ، والناقة هي الآية.
(وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) : تمردوا عن الأمر وعصوا فلم يطيعوا.
(الرَّجْفَةُ) : المرة من رجف إذا اضطرب ، وذلك لما سمعوا الصيحة أخذتهم الرجفة.
(جاثِمِينَ) (١) : باركين على الركب كما يجثم الطير أي هلكى على ركبهم.
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ) : بعد أن هلكوا نظر إليهم صالح وهم جاثمون وقال راثيا لحالهم (يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي) إلى قوله (وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ) ثم أعرض عنهم وانصرف.
معنى الآيات :
ما زال السياق في قصص صالح عليهالسلام فإنه بعد تلك الدعوة الطويلة العريضة والمستكبرون يردونها بصلف وكبرياء ، وطالبوا بالآية لتدل على صدقه وأنه من المرسلين وأوتوا الناقة آية مبصرة ولجوا في الجدال والعناد وأخيرا تمالؤوا على قتل الناقة وعقروها (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها وَلا يَخافُ عُقْباها).
قوله تعالى في الآية الأولى (٧٧) (فَعَقَرُوا (٢) النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ) يخبر تعالى أن قوم صالح عقروا الناقة قطعوا أرجلها ثم نحروها وهو العقر ، وعتوا بذلك وتكبروا متمردين عن أمر الله تعالى حيث أمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله ولا يمسوها بسوء فإذا بهم يعقرونها تحديا وعنادا ، (وَقالُوا يا صالِحُ) بدل أن يقولوا يا رسول الله أو يا نبي الله (ائْتِنا بِما تَعِدُنا) أي من العذاب إن مسسنا الناقة بسوء فقد نحرناها فأتنا بالعذاب إن كنت كما تزعم من المرسلين قال تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) وهي هزة عنيفة اضطربت لها القلوب والنفوس نتيجة صيحة لملك عظيم صاح فيهم صباح السبت (٣) كما قال تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ
__________________
(١) أصل الجثوم للأرانب وما شابهها وموضع الجثوم يقال لهم : مجثم. قال زهير :
بها العين والآرام يمشين خلفه |
|
وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم |
(٢) العقر : الجرح أو قطع عضو يؤثر في النفس ، يقال : عقر الفرس إذا ضرب قوائمه بالسيف ، وقيل للنحر عقر : لأنّه بسبب النحر غالبا.
(٣) هو بداية اليوم الرابع ، إذ قال لهم : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) فكانت الأربعاء والخميس والجمعة والسبت أهلكهم الله تعالى.