أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم |
|
وأنتم رجال فيكم عدد الرّمل؟ |
أيجمل تمشي في الدّماء فتاتكم |
|
صبيحة زفّت في العشاء إلى بعل؟ |
فلو أنّنا كنّا رجالا وكنتم |
|
نساء لكنّا لا نقرّ على الذّلّ! |
فدبّوا إليهم بالصّوارم والقنا |
|
وكلّ حسام محدث الأمر بالصّقل |
ولا تجزعوا للحرب قومي فإنّما |
|
يقوم رجال للرّجال على رجل! |
فلمّا سمعت جديس ذلك امتلأت غيظا ، قال الأسود لجديس : يا قوم اتبعوني فإني عبر الدّهر! فقال القوم : إنّا لك مطيعون لكن عرفت أن القوم أكثر منّا عددا وعددا! فقال الأسود : اني أرى أن أتّخذ للملك طعاما ، فإذا حضروا أنا أقوم إلى الملك وكلّ واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم ونقتلهم! فصنع الأسود طعاما وأمر أن يدفن كلّ واحد سيفه تحت الرمل مكان جلوسه ، فلمّا جاءهم الملك وقومه وجلسوا للأكل قتل الأسود الملك ، وقتل كلّ واحد منهم شريفا من أشراف طسم ، فلمّا فرغوا منهم شرعوا في بقايا طسم فهرب واحد منهم اسمه رياح بن مرّة حتى لحق بحسّان بن تبّع الحميري وقال له :عبيدك ورعيتك قد اعتدى علينا جديس ، فقال له : ما شأنك؟ فرفع عقيرته ينشد :
أجبني إلى قوم دعونا لغدرهم |
|
إلى قتلهم فيها لك الأجر |
فإنّك لن تسمع بيوم ولن ترى |
|
كيوم أباد الحيّ طسما به المكر |
أتيناهم في أزرنا ونعالنا |
|
علينا الملاء الحمر والحلل الخضر |
بصرنا طعوما بالعراء وطعمة |
|
ينازع فينا الطّير والذّئب والنّمر |
فدونك قوما ليس لله فيهم |
|
ولا لهم منه حجاب ولا ستر |
فأجابه حسّان إلى سؤاله ووعده بنصره ثمّ سار في جيوشه إليهم ، فصبحهم واصطلمهم ، فهرب الأسود بن غفار بأخته في نفر منهم وقتل البقيّة وسباهم.
وينسب إليها زرقاء اليمامة ، وانّها كانت ترى الشخص من مسيرة يوم